شكل عدد اللوائح المتنافسة في دائرة بيروت الثانية رقما قياسيا على صعيد لبنان، اذ يوجد 83 مرشحا يتنافسون على 11 مقعدا في دائرة ستشهد صداما انتخابيا أساسيا بين تيار المستقبل من جهة وحركة امل وحزب الله من جهة ثانية.
تتوزع المقاعد الـ11 على الطوائف على الشكل التالي: 6 سنة، 2 شيعة، درزي واحد، واورثوذكسي واحد، وانجيلي واحد. في هذه الدائرة 353164 ناخبا في لبنان وخارجه، اذ تجدر الاشارة الى أن 7002 مغتربا قد تسجل في الخارج للمشاركة في الانتخابات، أغلبهم ينتمون الى ثلاث طوائف هي السنة 215781، أي 62.1 بالمئة من مجمل الناخبين، الشيعة 71537 ويشكلون نسبة 20.6 بالمئة، والاورثوذكس 17379 أي ما نسبته 5 بالمئة من مجمل الناخبين.
وان كانت الدائرة قد اتسعت لهذا الرقم الكبير من اللوائح، الا ان مقاعدها لن تكون حتما موزعة بينها، فالمنافسة بحال عدم حصول مفاجآت مدوية محصورة بين لائحتين هما لائحة "المستقبل لبيروت" المدعومة من تيار المستقبل، ولائحة "وحدة بيروت" المدعومة من الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل، والسبب الرئيسي في هذا الأمر هو تشتت أصوات القوى البيروتية التي لم تنضوِ تحت لواء المستقبل كالجماعة الاسلامية مثلا، وتلك التي لم تدخل في تحالف أمل حزب الله، كحركة الشعب، اضافة الى التباعد بين ممثلي ما يُعرف بالمجتمع المدني والذي أدى لنشوء أكثر من لائحة تتحدّث عن تمثيل هذا المجتمع الذي تحرك في الاعوام الماضية مطالبا بالتغيير.
تتحدث مصادر متابعة عن نتيجتين متوقعتين للانتخابات في بيروت الثانية، الأولى وهي الأقرب للتحقق وتؤدي لفوز لائحة تيار المستقبل بـ7 مقاعد، مقابل فوز لائحة الثنائي الوطني أمل وحزب الله بـ3 مقاعد وتأرجح المقعد الأخير بين اللائحتين ليكون من نصيب من ينال الكسر الأكبر، أي أن أيّا من اللوائح السبعة المتبقية لن ينجح بتحقيق الحاصل الانتخابي الذي يُتوقع أن يكون في حدود 12 ألف صوت. وفي تفصيل أكبر لهذه النتيجة تقول المصادر: "يتمتع تيار المستقبل بأفضلية انتخابية تتيح له رسم المقاعد النيابية السبعة التي يحققها، أي أنه قادر على اختيارها بحسب قدرته على توزيع الاصوات التفضيلية"، كاشفة أن كل التقديرات تشير الى أنه سيفشل بامتحان توزيع الاصوات السنية بالتساوي بين مرشحيه السنة وستكون منافسة رئيس الحكومة سعد الحريري، وزير الداخليّة نهاد المشنوق ورئيس الحكومة السابق تمّام سلام واضحة ضمن هذه اللائحة ما يُضعف حظوظ احد المرشحين السنة الاخرين معهم ويؤدي لفوز مرشح "المشاريع" عدنان الطرابلسي ضمن لائحة امل-حزب الله، الى جانب مرشحي "الثنائي" أمين شري ومحمد خواجة. وبالتالي فإن حصول هذا الأمر يعني فوز الحريري بـ5 مقاعد سنية ومقعد درزي ومقعد مسيحي.
ولكن بسياق آخر، بحال قرر الحريري المنافسة على أحد المقاعد الشيعية فإن ذلك يعني بحسب المصادر "التضحية" بمقعد سني ودعم مرشحه الشيعي علي الشاعر بعدد لا بأس به من الأصوات التفضيلية السنية لتكون الى جانب أصوات الشاعر التفضيلية "رافعة" له لمنافسة مرشح حركة أمل، مع العلم أن أي قرار كهذا لم يتّخذ بعد وستبقى مسألة كيفية توزيع الأصوات التفضيلية للساعات الاخيرة. ولكن بهذه الحالة سيكون الحريري منافسا على 5 مقاعد سنية ومقعد درزي ومقعد شيعي ومقعد مسيحي.
كذلك سيكون لمرشح الوطني الحر القسّيس ادغار طرابلسي فرصة الفوز بحال تمكن المستقبل من مدّ مرشحيه السنة الستة بأصوات تفضيلية كافية لوصولهم جميعا، ما يعني خسارة المرشحين السنّة وحلول ادغار طرابلسي في المقعد الثالث من مقاعد لائحة "الثنائي الشيعي".
اما النتيجة الثانية المتوقع حصولها ولو بنسبة أقل من الاولى والتي ستكون ناتجة عن "فشل "المستقبل" في ادارة الانتخابات والتجييش الانتخابي، فهي نجاح، إما لائحة المخزومي بتحقيق حاصل واحد يعطيها أحد المقاعد السنية أو المسيحيّة، وإما لائحة صلاح سلام التي تملك أسماءً بيروتية قادرة على تحقيق المفاجأة، وإما لائحة "كرامة بيروت" المدعومة من القاضي خالد حمود ورجا الزهيري. فهل ينجح "المستقبل" في الامتحان أم يُهان؟.